ذكريات البترول في الخبر:  اللقاء الثالث

بعد نجاح اللقاءات الأولى من مبادرة ذكريات البترول، أخذتنا الأشواق والحنين إلى عقر دارها لنقف على الأطلال ونبكي "ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي ..." ولنجدد العهد بمن هم ركائز الماضي وأخوة الحاضر وأسس المستقبل، حيث الصحبة والأخوة، حيث كان التجمع الأمثل والذي الذي كان يضرب به المثل. ولكي نختبر المبادرة وعرضها بشكل موسع والذهاب بالبضاعة إلى سوقها الذي يرتفع سهمها فيه إذا عُرضت.

عندما تطرق أبواب الشرقية من جبل الرادار حتى تبدأ تنسل رائحة البحر وعبق الماضي يقتحم مزاجك ليعود بك إلى حياة فتيّة ونوعيّة في حينها. لا تستفيق إلا على شعورك بالحزن بأن الشرقية كما هي، إلا بشيء من التجاعيد وكأنها تشيخ، وهي لا تستحق. لقد كان السكن في الشرقية يعتبر امتياز، والدراسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن امتياز فوق العادة. كانت وجهى السواح من كافة أصقاع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

على يمين السائق تتألق أنوار أبراج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المثمن، ذو البروز المهيب في قلب كل طالب على جبال الظهران، ليس لأنه جبل، بل لأنك يجب أن تجتاز السنة التحضيرية التي تعد أكبر برنامج مكثف في اللغة الإنجليزية والجبر وبرامج الرسم والحرفة، حيث تكون في زاوية الجامعة اليمنى من البوابة الرئيسة بجوار محطة العريقي الاسم الذي ظل محفورا في قلب كل طالب.

تجاوزك للسنة التحضيرية يعني صعودك للجبل، تعني تجوالك بين الأبنية بين المحاضرات والدكاترة والمكتبة، بأن تكون طال بترولي حقيقي.

بمجرد أن أرسلنا دعوة للأستاذ ورائد الأعمال محمد آل حطاب، حتى تشجع لها وتولى زمام التحضير والدعوات للزملاء والمهتمين.

إذا أردت أن تجعل طالب البترول سعيد فحادثه في ذكريات الجامعة أو أجلب له كتاب الكلكلس أي الرياضيات الهندسية المتطورة.

في بداية الجلسة استهليناها بالحديث عن عقلية بشرة فذة وهمة بطل عربي، وطموح بشري متدفق ومتألق، طالب بسيط من مدينة بسيطة في المغرب مدينة فاس في بداية السبعينات، نظر في وجه مدرس فرنسي وقال " ستصبح كيميائي عظيم" وبالفعل خرج من المدينة إلى فرنسا ومنها إلى أعظم الجامعات ومراكز البحوث العلمية. البرفسور رشيد اليزمي، أحد أقوى عشر شخصيات أسلامية، وأحد المائة الذي غيروا في التاريخ، مرشح لجائزة نوبل للكيمياء وسيفوز بها إن شاء الله.

اكتشف البطاريات القابلة للشحن والتي يستخدمها بني البشر في هواتفهم وساعاتهم وسياراتهم، عندما جاء إلى مركز براءة الاختراع عام 1981 قالوا: "لا يوجد مستقبل لهذا الاختراع"، نشر الورقة العلمية، بعد بخمس سنوات وصله اتصال من شركة سوني وعندما اجتمع معهم أبلغوه بأنهم نفذوا الاختراع ونجح، قال "فرحت وحزنت"

استعانت به ناسا، وعضو في مراكز البحوث العالمية، يمارس رياضة كرة القدم، يحتفظ بروح مرحة، ويعيش حياة بسيطة.

التعريف به في صفحة ويكيبيديا:

Rachid Yazami

رشيد اليزمي المغربي مرشح للفوز بجائز نوبل هذا العام، ماذا قال؟

رشيد اليزمي مهندس وعالم مغربي ، ولد في المغرب بمدينة فاس، وهو عالم متخصص في مجال علم المواد. مكّنت أعماله المرتبطة بتطوير مصعد الغرافيت من جعل بطاريات أيون الليثيوم، قابلة للشحن.

فاز سنة 2014، بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة في واشنطن، عن أعماله في مجال تطوير البطاريات، و التي أحدثت طفرة في مجال الإلكترونيات المحمولة[كيف؟]، كما فاز بميدالية جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) عام 2012، وحصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا، والوسام الملكي من ملك المغرب عام 2014، وأختير كعضو شرفي في أكاديمية الملك الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا. في 2019 تم إعطاء جائزة نوبل لثلاثة باحثين شاركوا مع اليزمي في تطوير بطاريات أيون الليثيوم، بينما تم إقصاء اليزمي من الحصول على الجائزة بسبب قواعد الحصول على الجائزة والتي لا تسمح بمنحها لأكثر من ثلاثة أشخاص.

منذ الساعة الثامنة حتى بدأ الحضور والتوافد من الماضي الجميل، كأن عشرات السنين لم تمر، نفس الوجوه وذات الابتسامات، نفس بهاء الحضور.

المهندس أحمد دبيع آل زمانان المدير تنفيذ المشاريع في وزارة النقل بالمنطقة الشرقية، هندسة مدنية والذي شاركنا بذكرياته ومسيرته في جامعة الملك فهد وخوضه تجربة الهندسة المدنية، وكيف أن الجامعة كانت فرصة لخوض تجربة مجابهة صعوبات الحياة والثبات وبحث طرق حل المشاكل، وقال بأن الجامعة لم تكن غريبة عليّ فلقد كنت أزروها قبل أن أبدأ فيها، الجدير بالذكر بأن شقيقه هادي دبيع كان أحد أبرز الرموز النجرانية في الجامعة.

الدكتور فيصل آل عباس، والذي كان أحد أهم الأسماء في التسعينات، بقيادته وتفوقه ومشاركته الأخوة والأصدقاء، قال لم أكن أخطط لجامعة الملك فهد، فلقد بدأت الطب في جامعة الملك عبد العزيز والتي كانت وما زالت تحتفظ بأرقى وأقوى جامعة طب، ولكنني لم أجد نفسي في الطب، وبناء على نصيحة صديق تحولت للجامعة وكانت اختيار موفق، وأكمل دراسته في أمريكا، وعاد كأحد المستشارين مع أرامكو وأستاذ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، قال بأن قرار أبنائي رهين بشخصياتهم، كل ما عليّ أنم أمنحهم البيئة والقدرة والمعرفة، والقرار الأخير عائد لكل فرد منهم.

بنيان نوران آل مستنير، أحد أبرز مدراء المشاريع المميزين في حقبة أرامكو أول ما بدأت في إدارة مشاريع الحكومة وأشرف على تنفيذ تأسيس جامعة الملك عبد الله ، كاوست، وشارك في تأسيس مكتب براءة الاختراع مع معالي الدكتور خالد السلطان، مما جعل جامعة الملك فهد تقفز إلى المستوى الرابع العالمي في براءات الاختراع المسجلة.

محمد مهدي آل حطاب، كان أحد من تميّز وتفوق في العمل مع أرامكو قبل أن يستقل ويبدأ مشروعه الريادي والأعمال التجارية الحرة، كعادته في التشويق والإبداع، قال من ذكرياته، كان لي زميل عنزي ترافقنا في الأوريا، وهي السنة التحضيرية، وبعد أن بدأ رحلة الصعود للجبل، اخترت الهندسة الميكانيكية، والعنزي اختار الإدارة MIS ، وبعد أول شهر ألتقينا وتحادثنا عن الاختيارات، ولم أكن أعلم ماذا يعني MIS  وأخبرته بأنني اخترت الهندسة الميكانيكية لأنها التخصص الذي أعرفه بيم الزملاء ولا يمكنني أن اختار تخصص غير الهندسة، ولكنه بعد تلك الحادثة افترقا، وبدأ رحلة السؤال عن MIS، وبدأ بأنها تروق له، قال: فحولت إليها بدون تردد، وبعد أربع سنوات ألتقى بصديقه العنزي، والمصادفة بأن العنزي حول على الهندسة الميكانيكية وهو إلى تخصص العنزي.

الدكتور ناصر بني هميم، مدير شركة أرامكو في جنوب الصين، ومترجم الملك عبد الله والرئيس الصيني سي جينغ بينغ، كان حضوره أنيق كشخصه، وأكد بأن التخصص يجب أن يتم اختياره بناء على شخصية الطالب، وحمّل المدرسة والأسرة مسئولية مساعدة الطلاب على التعرف على شغفهم وميولهم. وما زاح طلاب البترول بحكم عمله الكثيف معهم، وقال كل شيء فيكم جميل إلا عنصريتكم لبعضكم البعض.

ابن عايض صالح

مُثار ... علوم وأخبار

By Saleh Alyami

Keywords: Entrepreneurship, Innovation, Leadership